عادل إمام: كل شيء يشترى بالمال عدا الحب
عادل إمام في لقاء صريح: هناك شباب واعدون يقومون بأعمال جيدة. فيلمي الجديد يقول أن الإنسان يمكنه أن يشتري كل شيء بالمال عدا الحب
في فيلمه الجديد "مرجان أحمد مرجان"، يخوض عادل إمام في عالم رجال الأعمال، يقدم نموذجا "للبيزنس مان" الذي، يريد "التكويش" علي أي شيء، وكل شيء يقع أمامه، ومن المؤكد أن هذا الفيلم سيغضب الكثيرين منه، لكن الزعيم آل على نفسه في السنوات الأخيرة، أن يقدم قناعاته فقط، لأنه يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه جمهوره، الذي أعطاه الثروة والنجاح والنجومية بلا حساب.
ماذا يحمل فيلمك "مرجان أحمد مرجان" من جديد دفعك للحماس له؟
الفيلم يقدم كوميديا سياسية اجتماعية ساخرة، ويناقش قضايا يعانيها المجتمع المصري مثل قضايا المرأة المسكوت عنها أو المعلن عنها لكننا نتوقف عن حلها من دون مبرر.. وأجسد فيه شخصية رجل أعمال يريد الحصول على كل شيء في وقت واحد.. والفيلم سيشهد عودة النجمة ميرفت أمين إلى الشاشة الكبيرة، بعد غياب 6 سنوات.. وقد كان آخر لقاء جمع بيننا منذ 15 عاما في فيلم "واحدة بواحدة"، كما يشارك في الفيلم عدد كبير من النجوم مثل حسن مصطفي، ويوسف داوود، وبسمة، و شريف سلامة، وأحمد السعدني.. والفيلم يقول إن البطل يستطيع أن يشتري كل شيء بالمال عدا الحب.
ما البوصلة التي تحدد اختياراتك السينمائية؟ خاصة أن أعمالك كلها نجحت جماهيريا؟
المسألة كلها توفيق من الله سبحانه وتعالي.. فأنا لا أعيش في برج عاج.. وأتعامل كنجم.. لكنني أعيش حياة المواطن العادي وهمومه وأتفاعل مع ما يشعر به.. ففي فيلم "السفارة في العمارة" لم أكن أهاجم التطبيع.. بقدر ما أصف شعور الناس وإحساسهم من خلال فكرة بسيطة.. لهذا نجح الفيلم ونجحت كل أفلامي لأنها نابعة من وجدان الناس.
هل تدخلك في كل تفاصيل العمل مرجعه خوفك على نجوميتك؟ أم رغبة في تقديم شكل تضمن نجاحه عن الجمهور؟
لا أنكر أنني أتدخل، لكن بشكل ديموقراطي فلست دكتاتورا كي أفرض رأيي. وهدفي دائما هو صالح العمل الفني فأنا أضيف لزملائي من واقع خبرتي. وأتذكر أنني في بداياتي كنت ألاحظ وجود أخطاء في السيناريو، وأتغاضى عنها لأنني لم أكن أستطيع التدخل.. لكن بعد نجاحي وزيادة شهرتي، بدأت أتدخل لأنني أحاول الحفاظ على جماهيريتي بأعمال جيدة متكاملة من كل النواحي الفنية.. لكن لو وجدت هناك اتفاقا بين المخرج والمؤلف على رأي يخالف رأيي يكون القرار في صالح الأغلبية.. فكما قلت لست دكتاتورا حتى في الفن.
من الفنانة التي تتمنى العمل معها بعد كل هذا التاريخ الطويل؟
بلا أي تردد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. فمنذ زمن طويل وأنا أتمنى الوقوف معها أمام كاميرات السينما.. وأناشدها من خلالكم أن تعود إلى الشاشة الفضية.. ففاتن فنانة عظيمة، وقيمة كبيرة، وعلامة بارزة في تاريخ الفن المصري.
مروان حامد ورامي إمام، موهبتان لمعا في سماء سينما عادل إمام، هل الاختيار جاء مجاملة لهما؟
أنا فنان لا أعرف المجاملة على حساب فني.. فقد شاهدت لمروان حامد فيلما قصيرا هو "لي لي" وهو مأخوذ عن قصة للراحل يوسف إدريس.. وقد كان رحمه الله صديقا عزيزا لي، وكان يريد أن ألعب دور البطولة في فيلم "حدوتة مصرية" مع يوسف شاهين.. لهذا حرصت على مشاهدة "لي لي" فأعجبني مروان جدا كمخرج رائع يمتلك أدواته فقررت أن أعطيه الفرصة معي.. وهو نفس ما حدث مع رامي عندما شاهدت مسرحية "جزيرة القرع" فأعجبني وطلبت منه أن يخرج لي مسرحية "بودي غارد".. وأعتقد أن التجربتين نجحتا جدا.. وأنا أكبر من أن أجامل على حساب اسمي.
بمناسبة المسرح.. لماذا ترفض الوقوف على مسرح الدولة مثل الكثيرين من النجوم كالفخراني، حسين فهمي، وعزت العلايلي، وغيرهم؟
بصراحة أعتقد أن مسرحي هو مسرح الدولة وهو المسرح القومي لمصر.. فلدي أماكن بتذاكر مخفضة، حتى يستطيع البسطاء الحضور، وفي بعض الأحيان أعقد اتفاقيات مع بعض المؤسسات والجهات وأمنحهم تخفيضات وتسهيلات كبيرة، حتى يتمكن أكبر قطاع من الناس مشاهدة أعمالي.. وعلى الجانب الآخر هناك من يأتون من الخارج خصيصا في رحلات لمشاهدة مسرحياتي.. فما الداعي إذا للذهاب إلى مسرح آخر.
هل ترى أن دور الفن تعاظم في الفترة الأخيرة.. مع زيادة سطوة الإعلام؟
الفن على مدار التاريخ له رسالة ودور مؤثر في الشارع المصري والعربي.. وأذكر أنني كنت في إجازة إلى إحدى الدول العربية منذ سنوات طويلة وقابلت عباس مدني قائد جبهة الإنقاذ الجزائرية وقتها في الفندق فذهبت لأصافحه فاحتضنني بحرارة وقال لي بالحرف الواحد: "يا عادل أنت تؤدي رسالة عظيمة أهم مما يقوم بها الكثيرون من أهل السياسة". فالفنان له رسالة لا تقل أهمية عن أي دور يلعبه رجل السياسة.
ما تعليقك على الإشادة التي حصلت عليها في بيان صادر عن جماعة "الإخوان المسلمين" ؟
أنا فنان الشعب المصري كله بكل فئاته وأحزابه وطبقاته.. فالمسلم يشاهدني والمسيحي كذلك.. وأكون سعيدا إذا حصلت على الإشادة من أي مواطن في الشعب المصري.
قبل سنوات مررت بفترة رآها النقاد صعبة،عندما تألق بعض نجوم الكوميديا الجدد، لكنك بقيت الزعيم، كيف تجاوزت هذه الفترة؟
لا أستطيع أن أنكر ذلك أبدا، وقد تعاملت مع هذه المرحلة، بصبر شديد.. وقد مررت بهذه المرحلة كثيرا.. فكلما بزغ نجم كوميدي جديد.. خرج من يقول "هو ده اللي هايكسر عادل إمام".. وكأنه لا يوجد في مصر غير عادل إمام.. على رغم أنني أنتمي إلى جيل كامل يعطي للسينما منذ 30 عاما.. قدمنا خلالها الكثير من الأعمال المتميزة التي ساهمت في صناعة تاريخ مشرف للسينما المصرية ومازلنا قادرين على الاستمرار والصمود. ولا أنكر أن فترة "النقلة العمرية" بين سن وآخر كانت منعطفا خطيرا في حياتي الفنية لكنني تجاوزتها بنجاح بفضل اختياري للأدوار التي تناسبني.
ما رأيك في نجوم الكوميديا الآن؟
لا أستطيع ذكر أسماء.. لكن هناك شباب واعدون يقومون بأعمال جيدة.. وقد توقعت لمعظمهم النجاح منذ البداية.. وقدمت بعضهم معي في أفلامي.. لكن للأسف الشديد توجد بعض الأفلام الكوميدية دون المستوى.. فلا هي تعرض قضية ولا حتى تخدم مبدأ الضحك للضحك.. لذا أنصح شباب الكوميديا بالتركيز.. والاقتناع بأن الفن رسالة والكوميديا الخالدة يجب أن يكون لها هدف واضح ومحدد يحلم الكوميديان بتوصيله إلى جمهوره.
ما سر رفضك الشديد للأصوات التي ارتفعت في الفترة الأخيرة باستبعاد الفنانين العرب من الأعمال المصرية؟
القاهرة عاصمة الفن والسياسة العربية ولا أتصور أن يضيق صدرها بأي مبدع عربي.. فتصور لو ذلك حدث قبل ذلك لما رأينا فريد الأطرش وأسمهان وفايزة وصباح والنابلسي وغيرهم.. فالفن المصري من وجهة نظري هو الفن العربي ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
الصور المرفقة