ما زلتُ جليسة في ركني المقدس
استطعت ولأول مرة أن أشعر بذاك الإحساس
أردت أن أبقيه بين أحضاني
أصغي إلى تنهداته ...
أردته أن يعيش وأن يظل في ذاكرتي طويلا ...
وكسهم موجه انتزعوه مني في غضب
مددت يدي أبحث عنه فلن أجده
كدت أن أختنق ...
شعرت بالانقباض لتلك الوجوه الجامدة التي لا تعبر عن شيء
القلب لا يكف عن الشكوى
يشكو من أي شيء
من كل شيء
لم أنم ورحت في وحدتي أجول كالحبيسة
عاجزة عن التحدث
اذرف دموعا لا أدري لها سببا ...
عمتني الوحشة والكآبة
وتساءلت في مرارة
هكذا هي الدنيا ... كل ما فيها سريع الزوال والتغير
كل شيء يرحل عن الوجود كله ...
تمضي أيامي ويتوسط نجمي صدر السماء
تسجل لحظات اللقاء والوداع
أطلت النظر بعيدا وعانقت هامات النخيل
وتساءلت ...
هل سيعود لي يوما
من كان يفهم لغتي
من كان يسمع بوحي
من أضع رأسي المتعب على كتفه وأبكي ...