سباق الفنانات الى الإثارة عافية جسدية أم... مرض نفسي؟

سباق الفنانات الى الإثارة عافية جسدية أم... مرض نفسي؟




دومنيك حوراني , ماريا , دانا


لا يختلف اثنان على أن العري و«الإثارة والتشويق» واظهار المفاتن في هذه الأيام هو القاعدة التي تحتمل استثناء ولكن قليلاً فقط لا غير...
ولا يختلف اثنان أيضاً على أن هذه القاعدة اتسع نطاقها حتى باتت ترتكبها الفنانات عن سابق تصور وتصميم سواء أكنّ جميلات بقامات ممشوقة أم بَشِعَات بقامات قزمية...
ولن يختلف اثنان على القول أن الأمر تحوّل ظاهرة طاغية هي في حاجة الى دراسة فنية – اجتماعية معاً نظراً الى الأثر القوي الذي تتركه في النظرة العامة الى الفنانة في العالم العربي من جانب المجتمع الفني أو من المجتمع ككل.في البداية يجب الإشارة بوضوح الى اننا من «المستفيدين» من عري الفنانات الجميلات تحديداً (أما البشعات ففي ستين داهية)... لكن بما ان القضية ليست «شخصية» بل هي عامة وتتعلّق بالآخرين في المحتمع، وحرية الفنان ينبغي ألاّ تضرب حرية الآخرين، نسأل: هل التعرّي في الفيديو كليب أم في «ملابس» الفنانات في الحفلات الفنية التي ينقلها التلفزيون الى حدود فاضحة و «جارحة» بات قدراً يجب أن تخضع له الفنانات كلّهن والجمهور كله على حدّ سواء؟!
هل هذا التعرّي يأخذ في الاعتبار «امكانات» الفنانات الجسدية طولاً وعرضاً، أم أنه يفرض نفسه حتى على اللواتي لا يتمتعن بالقدر الكافي من من اللياقة فيلجأن الى خداع بصر الجمهور ببعض النفخ الآني وببعض الحركات الايحائية بالصوت والجسد على طريقة ملء الفراغ الجسدي بما تيسر من وَهْم الغريزة؟!

وهل التعرّي يدل على عافية في أجساد الفنانات أم أنه تعبير عن مرض نفسي... فني أيضاً؟
وهل باتت الفنانات أسيرات معادلة الاباحية لأنها «تجلب» عيوناً فضولية باستمرار، أم أنه من كثرة المتعرّيات باتت الأجساد مستنسخة وتشبه... الفراريج المشوية المرصوفة على السيخ الملتهب، وبالتالي فقد فَقَد الناس حتى شهية النظر؟!

وهل نجاج فنانة معينة في تركيز صورة لها في العيون تعكس اغراء حقيقياً، يُسوّغ تحوَّل اعداد من الفنانات الأخريات اللواتي يعتقدن أنهن قادرات على تكوين صورة مماثلة، الى هذا «الباب» حتى ولو كن سيخرجن فوراً من أقرب شبّاك؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها، ليأتي الجواب حاسماً، انها العولمة... نعم انها العولمة التي أوجدت شكلاً «عالمياً» معيناً «تتناوب» عليه الفنانات في العالم ولا تخالفه إلاّ القادرات على مواجهة... العولمة وهنّ قليلاً جداً في العالم العربي.

... وفي العولمة أمراض نفسيّة لا تحصى لأنها تسلب المجتمع شخصيته وثقافته وذاكرته وتدخله في شخصيات أخرى وثقافات أخرى وذاكرة أخرى ينبغي أن نتأثر بها أحياناً لكن من دون أن... نشلح ثيابنا كلها!