من الأمراض التي يجب أن تكون موضع اهتمام المرأة وهي حامل مرض الاكتئاب, فوفقا لتفسير الطب النفسي فإن هذا النوع من الاكتئاب ليس مجرد فترة حزن عابرة تمر بها المرأة ثم تذهب إلي حال سبيلها بعد أن تضع مولودها, ولكنه مرض يستمر معها ويفسد عليها بهجة انجاب طفلها وربما يفسد عليها حياتها لما يخلفه من مشاكل صحية واجتماعية خطيرة بعد الولادة.. يقول الدكتور عبدالحميد هاشم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة إن المرأة تتعرض لردود فعل نفسية مع كل مرحلة من مراحل الحمل.
* ففي المرحلة الأولي يكون الحمل حدثا سعيدا اذا كان مرغوبا فيه لما تلاقيه المرأة من عناية زائدة واهتمام من المحيطين بها, وقد تشعر خلال هذه الفترة ببعض الضيق والزهق بسبب الوحم وما يترتب عليه من أعراض مثل القئ والدوخة والغثيان وانخفاض القدرة علي اداء الوظائف اليومية, أما المرحلة الوسطي فعلي الرغم من ظهور علامات الحمل عليها إلا أنها تكون مرحلة استقرار في حالتها الصحية وغالبا ما تمر دون مشاكل نفسية.
* وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة يتزامن حدوث مرحلتين تمر بهما المرأة وهما اختلال حالتها الصحية والبدنية, واختلال صحتها النفسية, فمن الناحية البدنية تعاني المرأة من الصعوبة في الحركة عدم القدرة علي ممارسة الواجبات اليومية, ومن الناحية النفسية تتعرض لاختلال هرموني حيث ترتفع هرمونات الحمل بشكل كبير ومطرد بغرض توفير التغذية الكاملة للجنين والحفاظ علي الحمل حتي نهايته, ويكون للتغيرات الهرمونية تأثيرات سلبية علي المخ مما يؤدي إلي اصابة25% من السيدات بحالات من الاكتئاب وتكون علاماته في صورة حزن وكسل وفقدان للشهية وكراهية للاشياء التي كانت تحبها المرأة من قبل وفقدان الرغبة في العلاقة الزوجية, مما يؤثر سلبا علي العلاقة بينها وبين الزوج, وهنا يصبح التدخل بالعلاج ضروريا لإيقاف حالة الاصابة بالاكتئاب التي قد تدمر الحياة الأسرية للمرأة.
* ويضيف الدكتور هاشم أن أكثر من نصف السيدات اللاتي أصبن بالاكتئاب خلال الشهور الأخيرة من الحمل يزداد لديهن المرض بعد الولادة مما يهدد حياتهن وحياة مواليدهن بالخطر, حيث تظهر لديهن ميول انتحارية وافكار سوداوية فيفكرن في الانتحار أو قتل أطفالهن ظنا منهن أن الخطر سيحيق بهم بعد موتهن, وخلاصة القول ـ كما يقول الطبيب ـ ان مرض اكتئاب الحمل ليس حالة طارئة ستبرأ من تلقاء نفسها بعد ان تضع المرأة مولودها ولكنه مرض يحتاج إلي علاج دوائي قبل أن يتفاقم ويفسد حياة المرأة العائلية.