يقول الله تعالى" (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) (فصلت: 30-31)
إن الإيمان بوجود الملائكة حقيقة واقعة، والإيمان بأن الله وكل إليهم في العالم أدواراً يقومون بها ويتصرفون فيها بإذنه، إن ذلك من أصول الإيمان، ومن أجل أنه من أصول الإيمان الإسلامي نزيد الأمور وضوحاً. عن أبي هريرة رضي الله عنه فيما رواه من الإمام البخاري قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزاً يوماً للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث. لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الإيمان بالملائكة جزءاً من الإيمان. إن القرآن الكريم يرشد في الآية التي بين أيدينا إلى أن الملائكة تنزل نزولاً حقيقياً تبشر هؤلاء الذي آمنوا واستقاموا بعدم الخوف وعدم الحزن وتبشرهم بالجنة وتؤكد لهم أنها معهم بالمرافقة والرعاية والعناية في الدنيا والآخرة.
يقول الإمام الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" عن تجربة:
ومن أول الطريق (طريق الصلاح والتقوى) تبتدئ المكاشفات والمشاهدات في أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتاً، ويقتبسون منهم فوائد، وإذا كانوا ينزلون على المؤمنين المستقيمين فهم من باب أولى ينزلون على الأنبياء والرسل مبشرين ومؤانسين ومؤيدين.
وهاهو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى جبريل يقظة ومما هو معروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يناجي الملائكة، وكان لا يأكل البصل والثوم، يقول ابن خلدون: إنه بجبلته يتنزه عن المطعومات المستكرهة، فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يقرب البصل والثوم، فقيل له في ذلك فقال: (إني أناجي من لا تناجون