ما أجمل عبادة الحب في الله، حين يتحاب المسلمون في الله، لا لعرض دنيوي، أو مصلحة، أو منفعة أو غيرها، لكن يلتقيان معا على ذكر الله وطاعته، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ويقتدون بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبالتابعين رحمة الله عليهم ويؤدون ما أمر الله به ورسوله، وينتهون عما نهى الله عنه ورسوله.
هؤلاء الصفوة اختصهم الله ورسوله بالخير الكثير في القرآن الكريم والسنة، فيقول الله في محكم تنزيله الحكيم " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "، الكهف:28.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار "رواه أنس "متفق عليه".
وتصل مكانة المتحابين في الله ذروتها عندما يباهي الله بهم يوم القيامة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا يظل إلا ظلي " رواه مسلم وقد تعظم درجة المتحابون في الله ، فعن معاذ رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله يقول: قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " رواه الترمذي.
ولخطورة الخليل على خليله أمرنا رسول الله بالتدقيق في اختيار الخليل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل "، رواه أبو داود..
ومن شروط الحب في الله التزاور بين الأحبة، فهذه الزيارات يفرح بها الله، ويجزي عنها خير الجزاء، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي قال: أن رجلا زار أخا له قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجه "أي طريقه" ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال أريد أخا لي في هذه القرية، قال هل لك من نعمة تربها عليه" أي تقوم بها وتسعى في إصلاحها" قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن قد أحبك كما أحببته فيه "، رواه مسلم.
ويقول الرسول : من عاد مريضا أو زار أخا له في الله، ناداه مناد، بأن طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا" رواه الترمذي، ولا يفسد الحب في الله، ولا شيء يقطع عري المحبة إلا الذنوب، يقول الرسول الكريم: " والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما"، رواه أحمد..
" الأهرام "